معلومات عن الحجر الاسود

بسم الله الرحمن الرحيم


والصلاة والسلام على خير الأنام محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه الكرام وبعد:



في الحقيقة أقدم إليكم موضوعي المتواضع وأنا على ثقة بأنه ليس جديدا على بعضكم وليس مجهولا بالنسبة لكثير منكم ولكني أحببت أن اضع مصابيح صغيرة تضئ ماخفي في طريق الآخرين ..


أكتب لكم اليوم عن الحجر الأسود ذلك الحجر الكريم الذي سعدت كثيرا بتقبيله و ملامسته وأنا كلي شعور جارف يغمرني بأني ألامس قطعة من جنة الله تعالى التي وعد بها عباده المؤمنبن جعلني الله وإياكم وكل موحد على هذه الأرض منهم إن شاء الله ، تأسيا بحبيبنا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم حينما قال : (( نزل الحجر الأسود من الجنة وهو أشد بياضا من اللبن فسودته خطايا بني آدم )) رواه الترمذي وقال حديث حسن . وروى الحاكم عن النبي عليه الصلاة والسلام : (( أن النبي قبل الحجر الأسود وبكى طويلا ورآه عمر رضي الله عنه فبكى لما بكى وقال :يا عمر هنا تسكب العبرات )) ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : (( إن مسح الحجر الأسود والركن اليماني يحطان الخطايا حطا )) ، وثبت عن عمر رضي الله عنه أنه قال : (( والله إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا أني رأيت رسول الله يقبلك ما قبلتك )) .هذا في السيرة النبوية و عهد الخلفاء الراشدين ولكن الحجر له وقفات تاريخية فبل هذا وبعده أصيغ لكم بعضها في نقاط من الممكن البحث في تفاصيلها لاحقا .

لنتعرف مع بعضنا عن قرب على هذه الهبة الربانية :

الحجر الأسود حجر بيضاوي لونه أسود ضارب للحمرة وبه نقط حمر وتعاريج صفر قطره نحو ثلاثين سنتيمترا يحيط به طوق فضي عرضه عشرة سنتيمترات ويقع في الركن الجنوبي الشرقي من بناء الكعبة .



كما نعلم جميعا بقيت الكعبة على هيئتها منذ عمارة سيدنا إبراهيم عليه السلام حتى أتى عليها سيل جارف زعزع بنيانها وأدى لإنهدام أجزاء منها فقرر زعماء قريش حينها أن يعيدوا بناءها ، تساعد عليها رجال قريش كل بجهده حتى وصل البناء إلى إرتفاع قامة رجل وحان وضع الحجر الأسود في مكانه من الركن وتنازعت القبائل على حيازة هذا الشرف ، كبر النزاع وكاد أن يصل إلى الإقتتال لولا أن أن اشار عليهم أسنهم حينها (ابوأمية ابن المغيرة المخزومي وكان سيدا شريف المقام بأن يحكم بينهم أول من يدخل عليهم من باب الصفا فرضوا وسلموا بالمشورة ، صارت قريش تترقب أول الداخلين عليهم من الباب فشاء الله أن يكون هو محمد بن عبدالله قبل أن يكلف بالرسالة فقالوا مجتمعين : ( الصادق الأمين قبلناه حكما ) وأقبل عليه كبار قريش أن احكم بيننا يا محمد في ما نحن فيه ،إستشرف الرسول وجوههم وأحس بالعداوة والبغضاء في ملامحهم ووجد نفسه – وكان حينها في الخامسة والثلاثين من عمره الشريف – في موقف فاصل أمام سادات قريش وأشرافها فقال لهم : (( هلموا إلي بثوب . )) فاستغرب الجمع ولكنهم أجابوه وأحضروا له ثوبا فأخذه بيده الكريمة ووضع عليه الحجر الأسود وقال لهم :ليأخذ كل كبير قبيلة بطرف من الثوب وأشار عليهم بحمله بموازاة مكانه في الركن ثم أخذ الحجر ووضعه في مكانه من الركن وحفظ بحكمته دماء المتنازعين من أبناء قبيلته .




كان ابن الزبير أول من ربط الحجر للركن بالفضة بعدما أصاب الكعبة الحريق وتصدع لثلاث قطع .

في عام 189 للهجرة خاف الناس على الحجر أن ينقض بعدما رقت الفضة حوله فلما اعتمر الخليفة هارون الرشيد أمر بالحجر الأسود فثبت بالماس من فوقه وتحته ثم رفعت منه الفضة وقام على ذلك ابن الطحان مولى ابن المشعل .



إقتلع القرامطة الحجر الأسود ظلما وعدوانا من الكعبة المشرفة وقتلوا حجاج بيت الله وذهبوا به إلى البحرين وروي أنه حمل على ظهر إثنين وعشرين بعيرا في الطريق من مكة إلى البحرين كلما حمله بعير مسافة مات وكان ذلك في عام 317 للهجرة وبقي إلى عام 339 للهجرة حتى أعده الخليفة العباسي المطيع لله إلى مكانه وللعجب على ظهر بعير واحد من البحرين إلى مكة وصنع له طوقين من فضة وأحكموا بناءه .


في عام 363 للهجرة دخل الحرم وقت الظهيرة رجل رومي متنكرا فحاول قلع الحجر فما كان من رجل يمني رآه إلا وعاجله بخنجر فقتله .


في عام 414 للهجرة حاول رجل من الباطنية قلع الحجر بدبوس فقتل . وأيضا في أواخر القرن العاشر حاول أعجمي قلع الحجر وكان الأمير ناصر ابن جاوس حاضرا فقتله بخنجره .

في آخر شهر محرم عام 1351 للهجرة جاء أفغاني فسرق قطعة من الحجر وجزءا من ثوب الكعبة وقطعتي فضة من الطوق فأعدم وأعيدت القطع المسروقة .

وكما قرأتم يا ضيوفي الكرام الأحداث الحافلة لهذا الحجر المبارك

بوابة كوكتيل منوعات